[في التكبر]
  مِنَ الْكَافِرِينَ ٥٩}[الزمر: ٥٩]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم ملك برٌ رؤوف رحيم.
  وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
  * * * * * * * *
الخطبة الثانية
[في التكبّر]
  الحمد لله رب العالمين الذي بكلمته قامت السموات، وقرت الأرضون، وثبتت الجبال الرواسي، وجرت الرياح اللواقح، وسار السحاب في جو السماء، تبارك الله رب العالمين، إله قاهر قادر، ذل له المتعززون، وخضع له المتكبرون، ودان له العالمون، نحمده بما حمد به نفسه، وكما هو أهله، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما تخفي الصدور، وما تجن البحار، وما تغيض الأرحام وما تزداد، وكل شيء عنده بمقدار، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله ونبيه إلى الناس كافة، وأمينه على وحيه صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين.
  أما بعد: أيها الأخوة المسلمون فاتقوا الله تعالى، وتجنبوا حرمات الله، والزموا طاعته، والسلوك في سبيله، وتجنبوا التكبر، فإنه صفة ذميمة، وعادة قبيحة، وإنها الكلمة الشاينة، التي إن أردت أن تعيب أحداً ألصقتها به، ووصفته بها، وقد حمل الله جل وعلا في كتابه على المتكبرين حملة لا هوادة فيها فيقول جل شأنه: {سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[الأعراف: ١٤٦]، وقال تعالى عن إبليس لعنه الله: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ