خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في مقتل الحسين السبط #]

صفحة 203 - الجزء 1

  بعض. تساقطت أجسادهم الطاهرة، وذهبت أرواحهم الطاهرة، وذهبت إلى جوار ربها يقدمهم أولاد علي # العباس بن علي، قمر قريش. وأولاد الحسن وأولاد الحسين وأولاد عقيل وأولاد مسلم، فبقي الحسين # يصول ويجول يفني أعداء الله، ويعجل بهم إلى النار.

  ووقف الحسين # وحيداً أمام أعدائه، رحل الأهل والأصحاب جميعاً وأحاط به الكفر فسمّروا في أماكنهم، ولكنهم هبّوا عليه بين طاعن وضارب حتى أثخنوه بالجراح وثار الحسين في وجوههم قائلاً: أعلى قتلي تجتمعون إني لأرجوا الله أن يكرمني بهوانكم ثم ينتقم لي من حيث لا تشعرون، ثم تدافع عليه القوم فضُرب على معصم يسراه ثم ضرب على عاتقه. ثم تقدم رجس البشرية كلها، شمر بن ذي الجوشن، فيحزّ رأسه الشريف، فيحتفظ به ليقدمه هدية إلى رجس البشرية ابن زياد تماماً كما قدم رأس يحيى بن زكريا # هديةً لبغي من بغايا بني إسرائيل.

  ألا صبراً آل محمد فهذا جزاء جازتكم به أمة جدكم، فجزاكم الله عن الإسلام خير الجزاء يا سادة الدنيا، وملوك الجنة، فهنيئاً لكم ما تلقونه من ربكم، من مثوبة ونعيم وعطاء.

  فهذا هو يوم كربلاء، إنه لمأساة وفاجعة عظيمة، إذا نظرنا إلى شكل المعركة. فرأينا السفلة الأدعياء ينتصرون ورأينا الوحشية المجرمة تفتك بأبناء الرسول ÷.

  ولكن إذا نظرنا ببصائرنا إلى جوهره النضير فرأينا عصمة الثبات وروعة البطولة وعز الإيمان، وجلال التضحية، في مهرجانٍ للحق عرفنا ألا نظير لها وهيهات هيهات أن يكون لها نظير.