[في مقتل الحسين السبط #]
  من جيش بن سعد هما الحر بن يزيد ويزيد الكندي، وكان أول من بدأ المعركة هو القائد عمر بن سعد فقد رماهم بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من بدأ المعركة، وعلى إثر ذلك بدأت المعركة. وبدأت بالمبارزة فأول من برز من جيش الحسين # عبد الله بن عمرو الكلبي، وهو من أهل الكوفة وَفَى ببيعته وعهده، فقاتل قتال الأبطال وصرع من برز منهم وأبلى بلاء اً حسناً، وهنا موقف عظيم فقد خرجت زوجته عندما رأَته قد جرح بحربة معها، تقيمه وتقول له فداك أبي وأمي. قاتل من دون الطيبين من ذرية محمد وهي تريد القتال، وهو يردها، وعندما شاهد الحسين المشهد العظيم. قال جزيتم عن أهل بيتي خيراً، إرجعي فليس عليك قتال.
  ثم قاتل حتى قُتل رحمة الله عليه، ثم التحم الفريقان التحاماً رهيباً، وكَثُر القتلى في صفوف الأعداء على كثرتهم، والحسين وأصحابه كالأسود الضارية يحصدون الرقاب، ودمروا هجوم الأعداء، وامتلأت أفئدة أصحاب الحسين المؤمنة شوقاً وهم يشاهدون قائداً عظيماً كالليث يصرع الأعداء، وكلما قل عددهم، إزدادوا شجاعة وقوة وإقداماً كانوا يتعجلون الجنة ويشمون رائحتها، فتكاثر عليهم العدو، وقاموا بإحراق الخيام والحريم والأطفال ليشغلوا المقاتلين بإطفائها. وعندما بدأ النصف الثاني من النهار بعد أن صلى الحسين وأصحابه صلاة الظهر، أحاط الباقون من أصحاب الحسين يقاتلون من حوله. قاتلوا قتالاً شديداً حتى لاقوا ما تاقت إليه نفوسهم جميعاً. فجزاهم الله من أصحاب ما أعظم وفاءهم بالعهد. ثم تقدم أهل بيت النبوة إلى مصارعهم لم يعد يمنعهم الظمأ لقاء الشهادة، والإرتواء من الجنة. لقد كانوا يشمون عبير جدهم وجدتهم خديجة وفاطمة وعلي. فانطلقوا واحداً تلو الآخر يضربون ويطيحون برؤوس الكفر. يعيدون للأذهان بطولات جدِّهم العظيم علي بن أبي طالب ~ ذرية بعضها من