خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في استشهاد الإمام زيد بن علي @ - 25 محرم 122 هـ]

صفحة 206 - الجزء 1

  عباد الله:

  {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}⁣[النحل: ٩٠]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٥].

الخطبة الأولى

[في استشهاد الإمام زيد بن علي @ - ٢٥ محرم ١٢٢ هـ]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله العلي العظيم، العزيز الحكيم العدل الرحيم.

  الحمد لله فضل المجاهدين على القاعدين درجات، وكلاً وعد الله الحسنى، وأعطاهم على طاعتهم مغفرة منه، وأجراً عظيماً، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار يمهل الجبارين على ظلمهم، وينتقم لعباده المتقين منهم. فيزلزل ملكهم، ويقوض عروشهم، ويسلط على بعضهم عدوهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}⁣[إبراهيم: ٤٢].

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله جاهد الباطل بسيف الحق معتصماً بالثبات والصبر، ففاز بعد الجهاد الطويل، والتعب الشديد، وتصدى لكل جبار عنيد: سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذين ذادوا عن حمى الحق، وحاربوا أهل البغي والجور والفجور، وباعوا أنفسهم وأموالهم من ربهم طاعة له، وإبتغاء الزلفى لديه، راضين مرضيين.

  أما بعد:

  فإن لله أقواماً لم تفتنهم الدنيا ولم يركنوا إليها، أخلصوا لله أعمالهم، وأسلموا لله وجوههم، لا يخافون في الله لومة لائم، همهم رضا ربهم، وإرجاف الظالمين، وإرعاد