[عيد الفطر]
  وجل، وكان من أهل جائزته في هذا اليوم، وصدق عليه قوله ÷: «من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام ورداً من ليلة، وحافظ على جمعه وجماعاته ثم بكَّر إلى عيده فقد أصاب الأجر وفاز برضى الرَّب ø، وأدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الرب».
  واعلموا عباد الله أن جائزة الله عظيمة لأنها مغفرة للذنوب، ورضاً من الله ø كما قال الله في حديث قدسين قال ø: «يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا وفى عمله قالت الملائكة يا ربنا جزاؤه أن تغفر له، قال فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم».
  فهذا خطاب لمن بكر لصلاة عيد الفطر. وقال ÷: «إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كوكبة من الملائكة $ يصلون على كل قائم، أو قاعد يذكر الله تعالى فإذا كان يوم عيدهم باهى الله بهم الملائكة فقال: «يا ملائكتي ما جزاء أجير وفىَّ عمله، قالوا ربنا جزاؤه أن يوفى أجره. قال يا ملائكتي عبادي وإمائي قضوا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجون إليَّ بالدعاء وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم فيقول إرجعوا فقد غفرت لكم وبدَّلت سيئاتكم حسنات. فيرجعون مغفوراً لهم» فياله من فوز عظيم، وموقف كريم.
  فإن عيد الفطر عيد عظيم، مشهد من مشاهد الله ويوم من أيام الله فهو مشهد مشهود ويوم معهود. عيد الله وعيد أوليائه الصالحين، الذين صاموا رمضان، وأطالوا القيام في لياليه فامتن الله ø عليهم بهذا اليوم لينعم عليهم بأجل النعم وأعظمها، وهي مغفرته ورضوانه لمن تقبل منه فيالها من منقبة عظيمة، ومكرمة جسيمة، أن يغفر الله للإنسان ذنوبه ويمنحه فرصة للإقبال عليه. عليه أن يعود ويندم على ما فات من حياته، إن العيد يعد إحتفالاً بإتمام ما أمر الله جل وعلا، وإجتناب نواهيه، فهو عيد أوليائه الذين