[عيد الأضحى]
  أما بعد: عباد الله فاعلموا أن يومكم هذا يوم عظيم عظم الله أمره، وشرف قدره، يوم الزينة والعيد، ويوم الفضل والمزيد، يوم اختاره الله، وعرفه للعباد، وهو يوم الحج الأكبر، ابتلى فيه خليله ابراهيم # بذبح ولده.
  فهو يوم التضحية إقتداء بأبي الأنبياء # حيث يقول وهو يخاطب ولده #: {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}[الصافات: ١٠٢].
  فجاء الجواب من الإبن البار المؤمن: {يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات: ١٠٢]، ما دام ذلك أمر من الله فلا اعتراض عليه ولا مماطلة {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ١٠٣ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ١٠٤ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ١٠٥ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ١٠٦ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ١٠٧}[الصافات] فداه الله تعالى بكبش يذبحه إبراهيم #. وتخليداً لهذه التضحية جعلها الله من مناسك الحج، وجعلها واجبة على نبيه محمد ÷ وسنة على أمته.
  فهذا العيد يمثل رمزاً للتضحية في طاعة الله وعبادته، الرمز للإنفتاح على الله والذوبان في دين الله، فمن يعتبر العيد هو الإمتثال لأمر الله فكل يوم لا يعصي الله فهو عيد، فالعيد الأكبر في الإسلام هو أن تعبد الله وتطيعه، وتنظف قلبك وروحك مع جسمك وثيابك حتى لا يبقى حقد على إنسان ولا تنطق إلا بالخير. ولا تسعى بين الناس إلا بما يرضي الله.
  إنا إذا عبدنا الله كما يريد أن نعبده، واتقيناه كما يريد أن نتقيه، وتحملنا مسؤلياتنا في الحياة في كل أمر ونهي فإنا بذلك نستطيع أن نحتفل بالعيد، عيد الفرح برضاء الله ورحمته