خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في التحذير من العادات السيئة والحث على تعليم الأولاد والأهل]

صفحة 229 - الجزء 1

  وطاعته، أما فرح الدنيا فليس بفرح لأنه فرح بأمر زائل، وبعده ما يكون من أمر فضيع نار تلظى، أي فرح هذا الفرح! وأي نتيجة قاسية لهذا الفرح! لهذا يريد الله منا أن نعيش الفرح الروحي الذي يملأ حياتنا بالمحبة والرحمة، ويوجه حياتنا على أساس الوحدة في الإعتصام بحبل الله المتين وشريعته وكل ما يرضيه.

  إن هذا هو فرح الدنيا الذي يؤدي إلى فرح الآخرة. فهذا هو المفهوم الذي نستوحيه من عيد الفطر والأضحى.

  الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً على ما أعطانا وأولانا، وأحل لنا من بهيمة الأنعام.

  علينا عباد الله أن نتفحص أحوالنا في يوم عيدنا. ننظر هل لنا أخطاء في دنيانا؟ في سلوكنا؟ في أي مجال يهمنا؟ لأن هذا الزمان زمان فتنة. اندست فيه عادات بين الناس قد كانت مستنكرة أو محظورة، وأصبحت الآن شائعة بين الناس الذكور منهم والإناث. فهذه مسؤلية الآباء والأمهات، في تربية جيل صالح، وتعليمهم التعليم الحق، الذي يهديهم سواء السبيل، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وأصبح أكثر الشباب ينهمكون في شهوات الدنيا ولذاتها، ينهمكون في الشهوات والمعاصي، يحتقرون العلماء. وأهل الصلاح، بل يحتقرون آباءهم وأمهاتهم. وأصبحت الشابات ليس لهن حياء يردعهن، وخاصة في الأعياد والمناسبات، كيف وقد نهى الله عن أن يضربن بأرجلهن لئلا يسمع وشوشة حلي أو تظهر زينة، لأن هذا كله قد يثير شهوات الشباب، ويفتنهم، والقرآن قد حسم هذا فقال تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}⁣[النور: ٣١].