خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في واجبات الإخاء]

صفحة 40 - الجزء 1

  وحده لا شريك له، قريب ممن دعاه، مجيب لمن ناداه، بَرٌّ بمن لجأ إلى ظله واعتصم بحبله، محتجب بالعزة والملكوت، متوحد بالقدرة والجبروت، لا تراه العيون، ولا يعزب عنه حركة ولا سكون، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله بعثه، بالحق نبياً، وأرسله إلى كافة الخلق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، خاتم النبيين، ورسول رب العالمين، والحجة على جميع المخلوقين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  عباد الله تواصوا بتقوى الله وطاعته، واعلموا أن للمسلم على المسلم حقوقاً كثيرة يحق أن تراعى، منها: أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأن يكره له ما يكره لنفسه.

  ومنها: أن لا يؤذي أحداً من الناس بقول أو فعل، فرسول الله ÷ يقول: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».

  ومنها: الإعانة بنفسه في قضاء حاجة المحتاجين، ومن الحقوق التي للمسلمين على بعضهم البعض كف اللسان عن ذكر عيوبهم، وكتم أسرارهم، والنصيحة لهم، وتخويفهم إذا هموا بارتكاب المعاصي، ففي الأثر: «المؤمن مرآة أخيه» يعني: أنه يرى منه ما لا يرى في نفسه.

  ومن الحقوق المندوبة: الدعاء من المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، فقد ورد عن رسول الله ÷ أنه قال: «إذا دعا رجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك ولك مثل ذلك»، وعن الباقر محمد بن علي # في قوله تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[الشورى: ٢٦]، قال: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فتقول له الملائكة: آمين، ويقول الله العزيز الجبار: ولك مثل ما سألت ولقد أعطيت ما سألت بحبك إياه