خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في واجبات الإخاء]

صفحة 41 - الجزء 1

  ومن الحقوق المتبادلة: محاولة الإحسان إلى كل من يقدر إلى الإحسان إليه، ففي الحديث: «إصنع المعروف إلى أهله فإن لم تصب أهله فأنت له أهل».

  ومنها: أن لا يدخل على أحد إلا بإذنه.

  وفي الحقوق: إحترام الكبير والرحمة بالصغير، فعن النبي ÷: «ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا».

  ومن الحقوق التي على كل فرد: أن يحاول الإصلاح بين الناس مهما وجد إلى ذلك سبيلاً.

  ثم إن على المرء المسلم أن يتجنب مواضع التهم، لولم يكن إلا صيانةً لقلوب الناس عن سوء الظن به، ولألسنتهم عن غيبته.

  ومن الحقوق على المسلمين لبعضهم الآخر: إفشاء السلام والمصافحة، فعن الباقر # قال: «تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة»، والحقوق كثيرة، والجملة الجامعة: أن لا تستصغر أحداً من أهل الدين حياً أو ميتاً، وأن لا تعظم أهل الدنيا لدنياهم، ولا تبذل لهم دينك لتنال من دنياهم، ولا تعاديهم بحيث تظهر العداوة، وكن سميعاً للناس في حقهم لا باطلهم، واحذر مجالسة الحمقى من الناس، واحرص على مجالسة أهل الدين، واطلب مؤاخاة الأتقياء فـ {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}⁣[الزخرف].

  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه فقال عز قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}⁣[الأحزاب: ٥٦].