خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في طلب العلم]

صفحة 49 - الجزء 1

  إفتحوا مسامع قلوبكم لهذه الآية الكريمة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}⁣[الذاريات: ٥٦]، وهذه العبادة المطلوبة منا تتمثل في ثلاثة أمور:

  أحدها: معرفة الله حق معرفته لنوجه العبادة إليه وحده.

  الثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه.

  والثالث: فعل ما يرضيه تعالى واجتناب ما يسخطه.

  وهذه الأمور الثلاثة لا تتأتّى على الوجه الأكمل إلا بالعلم، ولذلك قال ربنا جل وعز: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}⁣[فاطر: ٢٨]، وقال رسول الله ÷: «العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم»، ويقول: «إطلبوا العلم ولو بالصين»، ويقول ÷ من حديث طويل يبين فيه فضل العلم وفوائده وأبعاده يقول: «طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوه في مظانه، واقتبسوه من أهله، فإن تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة»، إلى أن قال: «لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنة»، واستمر ÷ في نشر فضائل العلم إلى أن قال: «بالعلم يعرف الله ويوحد، وبه يُطاع الله ويعبد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال والحرام»، فلهذا فإنا ندعوكم إلى المبادرة لطلب العلم، وندعو الأبناء إلى الإنطلاق للتعلم وإلى التأدب وحسن السلوك في طلب العلم وندعوهم إلى الملازمة بجد واهتمام، فهذه فرصة لا تقدر بثمن، ولا تحسب بحساب.

  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمركم بالصلاة والسلام عليه فقال عزَّ قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}⁣[الأحزاب: ٥٦]، اللهم صل وسلم على عبدك المجتبى ورسولك