هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  * * * * * * * * * *

الخطبة الثانية

[في طلب العلم]

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله المعروف من غير مشاهدة، الفاطر لجميع ما فطر بلا مساعدة ولا مساندة، الذي لم يزل قائماً دائماً إذ لا سماء ولا أرض، مبتدع الخلق ووارثه، وإلهه ورازقه، نحمده بجميع محامده لدى كافة خلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله ÷، استخلصه من نوره على سائر الأمم، ثم انتجبه آمراً وناهياً، أقامه الله مقامه إذ لا تدركه الأبصار، ولا تحويه خواطر الأفكار، لا إله إلا هو الملك الجبار، العزيز الغفار، قرن الإعتراف بنبوة محمد (÷) بالإعتراف بربوبيته، واختصه من تكرمته بما لم يلحق أحداً من بريته، وأمرنا بالصلاة والسلام عليه مزيداً في كرامته، وطريقاً للداعي إلى إجابته، فصلى الله وسلم عليه وشرف وكرم وعظم وعلى آله الكرام موضع سره وورثة علمه وموئل حكمه.

  عباد الله: - أوصيكم ونفسي بتقوى الله وإيثار طاعته، وأوصيكم ونفسي بإدامة ذكره وشكره وعبادته فالله يقول وقوله الحق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}⁣[الذاريات: ٥٦]،