خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[القيم الأخلاقية]

صفحة 51 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[القيم الأخلاقية]

  بسم ا لله الرحمن الرحيم

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله فاطر السموات والأرضين، الحمد لله الذي تعالى عن مشابهة المخلوقين، وتقدس عن مناظرة المحدودين، المتجلي لعباده الموقنين بما أراهم من بدائع فعله في المربوبين، بل بما أراهم في أنفسهم من عظيم تدبيره، وبين لهم في أبدانهم من لطيف صنعه وتقديره، نحمده حمداً كثيراً مباركاً طيباً، حمداً لا منتهى لحده، ولا حساب لعدده، ولا انقطاع لأمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً، مقيل العثرات وقابل التوبة من التائبين، الفرد الكريم، الرؤوف بعباده، الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم النبيين ورسول رب العالمين، والحجة على جميع المخلوقين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله: - نتواصى بتقوى الله سبحانه والخوف منه، والرجوع إليه، وعلينا جميعاً أيها المؤمنون أن نتقي محارم الله، وأن نعمل للآخرة، فالبصير من أبصر جلال الله في هذه الحياة وتذكر، فللموت حسرات وسكرات، وللقبر وحشة وظلمات، ولو أيقن المرء وتنبه لهذا وجعله أمام عينيه لعمل الصالحات، واجتنب المقبحات، لو تنبه الإنسان لهذا لعمل للموت ولما بعد الموت، وما هو أشد من الموت وأعظم من الموت، فلماذا لا يوقن ويعتبر؟!، لماذا لا يتذكر ويزدجر وقد حُذِّرَ من الغفلة وسوء المصير، وأُنذرَ بالحجج البوالغ على لسان البشير النذير رسول الله ÷؟!