خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[خطبة في التوحيد]

صفحة 7 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[خطبة في التوحيد]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي رفع السماء فبناها، وسطح الأرض فطحاها، خالق المخلوقين، ورب المربوبين، وباعث الموتى، ومبتدئ الأحياء، العالم بخفيات سرائر الغيوب، المطلع على غوامض سرائر القلوب، المتعالي عن القضاء بالفساد، المنزه عن اتخاذ الصواحب والأولاد، الواحد الأحد، العليم الخبير، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول لا شيء قبله، والآخر لا غاية له، لا تقع له الأوهام على صفة، ولا تعقد القلوب منه على كيفية، ولا تناله التجزئة والتبعيض، ولا تحيط به الأبصار والقلوب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادع، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله الطيبين المطهرين، سفن النجاة، وقرناء الكتاب.

  أما بعد: - عباد الله؛ فإن الإيمان بالله هو أساس الإسلام، وطريق نجاة العباد وسعادتهم في الآخرة والأولى، لذلك صارت معرفة الله واجبة، لأنها الطريق إلى عبادته، والتصديق برسله وشرائعه، فالواجب على كل إنسان أن يسعى ويطلب معرفة خالقه بالدليل المقنع حتى لا يدخل في نفسه شك ولا شبهة، لأن معرفة الله لا يجوز فيها التقليد ومتابعة الغير، كما في بقية العبادات الفرعية، ولأن دخول الشك في معرفة الله يضعف الإيمان، وإذا ضعف الإيمان قلَّت خشية الله وقد تنعدم، ويحصل الإنحراف عن الله وعن