خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[معاني الصلاة والزكاة]

صفحة 95 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[معاني الصلاة والزكاة]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي علا على الأشياء بطوله، وتقدس عن مشابهة المخلوقين بحوله، البريء من أفعال العباد، المتنزه عن الصاحبة والأولاد، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله؛ نتواصى بتقوى الله، واعلموا أن الله تعالى جعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، وجعل الصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، وجعل الزكوة تزكية للنفس ونماء في الرزق، هذه المواضع التقطناها من كلمة ألقتها فاطمة بنت محمد بعد موت أبيها ÷ وبعد أن فوجئت بطرد عاملها عن الأرض التي نحلها رسول الله (÷)، فنقف عند كل كلمة منها وقفة تأمل وتدبر.

  فالموضوع الأول: قولها: «إن الله جعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك»، حقاً حقاً إن التصديق بأحكام الله وتطبيقها بل إن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إن هذا الإيمان الذي يضعه الإمام علي # حين يقول: «الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان بالعقول، إن هذا الإيمان الذي أوجب الله تعالى الإلزام به كعقيدة رصينة لكل مسلم، إن هذا الإيمان يمثل المناعة العظيمة التي يمتلكها كل مسلم، لدرء وباء الشرك الذي يزلزل العقيدة، ويهدد كيانها بالإنهيار، فيصاب العقل والفكر والروح بعاهة يفقدها التوازن، لأن الإيمان الصحيح لا يمكن أن يجتمع مع الشرك في كيان إنسان واحد أبداً،