خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الزكاة]

صفحة 100 - الجزء 1

  قليل، ولا يبقى لنا سوى الأعمال الصالحة، فليؤدي الإنسان زكاة ماله، وليطهر نفسه بها فإنها طهرة له، فهي أول حقوق الله في المال وآكدها، فأساس إخراجها هو التقرب إلى الله تعالى، فليست الزكاة ضريبة تؤخذ غصباً، ومن أخرج زكاة ماله مكرهاً أو مرائياً أو مكاثراً فلا عبادة له ولا قيمة لعمله.

  الزكاة قربة تعتمد على حسن النية، ويطلب بها أولاً وآخراً وجه الله وحده، فهي قرينة الصلاة والتقوى والإستغفار، وهي جزء من الفضائل، وركن من الإيمان، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}⁣[الأعراف: ١٥٦]، وقال تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ١٥ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٦ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}⁣[آل عمران: ١٧]، وقال تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}⁣[الأنفال: ٤]، فالزكاة تذكر في الأخلاق مع الصدق، وفي العبادات مع الصلاة، ويقرن أداءها مع استغفار الله في السحر.

  وهي مطهرة للنفس من أدران النقص، قال ÷ عندما جاء رجل من تميم فقال: «يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة، فأخبرني كيف أصنع؟، وكيف أنفق؟، فقال رسول الله ÷: تخرج الزكاة من مالك فإنها طهارة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق المسكين والجار والسائل»، وقال ÷: «خمس من جاء بها مع الإيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها وركوعها وسجودها ومواقيتها، وصام رمضان، وحج البيت إن