باب في شيء مما ورد في الجهاد والدعاء على الظلمة وأهل العناد
  ٢٥٧ - وروي أن الحسين # دعا على الذين دعوه ثم خذلوه فقال: «اللهم احبس عنهم قطر السماء، وأبعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مرة ولا يدع فيهم أحدا إلا قتله قتلة بقتلة، ضربة بضربة ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا، وأنت يا ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير» رواه أبو طالب #(١).
  ٢٥٨ - وقال علي # وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام: «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماؤهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به» رواه في النهج(٢)، واعلم أنه لا بأس بالتصرف بالدعاء بحسب ما يقتضيه الحال والمقام، مع المحافظة على الإتيان بما أمكن من ألفاظ المروي، والله الموفق والمسدد.
(١) أمالي أبي طالب: ١٤٩ - ١٥١ برقم (١١٧).
(٢) نهج البلاغة: ٣٢٣.