(1) ترجمة القاضي جعفر
  المناظرة فأُظهِر ما فيكم وأَظهِروا ما فيَّ بين يدي حاكم. فقالوا: ومن الحاكم؟ قال: إمام الزمان، فأبوا ذلك».
  «قال: فهلموا نتناقش عند العامة، وضرب لهم مثلا فقال: مثلي ومثلكم مثل رجال عشرة قد صحبهم رجلٌ أجنبيٌّ ليس منهم، دخلوا منزل رجل فتضيفوه فضافهم وأكرمهم وتركهم في منزله وأمنهم عليه، فوجدوا فيه صندوقاً فيه ألف دينار، فقام العشرة وكسروا قفله واستخرجوا الألف الدينار واقتسموها، فأخذ كل واحد منهم مائة فصرَّها في ثيابه، وذلك الأجنبي ينظرهم، فلما وصل صاحب البيت نظر الصندوق قد كسر وأُخذ منه المالُ فقال لهم: إنكم أخذتم من الصندوق ألف دينار وقد أمنتكم. فقال العشرة: إما أن(١) ترضانا شهوداً لك، فإنا نشهد أن هذا الرجل الأجنبي أخذها ونحن ننظر.
  فقال الرجل الأجنبي: أمَّا أنا فلم آخذ شيئاً، ولا أنا أقول: إنهم أخذوا، ولكن أفتشنا [كذا] فلم يقم أحدٌ منا بعدُ، ففتش البريء فلم يجد معه شيئاً، وفتش الآخرين فوجد مع كل واحد مائة منهم(٢). فضرب القاضي لهم هذا المثل لمن لا يسمعه(٣)، ولجوا في جهلهم وطغيانهم.
  ونزل إليهم إلى (وقش)، وأمر بكتب الأئمة $ التي هي في (وقش)، فجمع منها شيئاً فقال لهم: هلموا نتدبر ما في هذه الكتب ونعرف من الذي خالفها منَّا ومنكم، فلم يسمعوا له كلاماً وآذوه، وقام في وجهه رجلان باطنيان، يقال لأحدهما: مسلم اللحجي(٤) من أهل (شَظَب)، والآخر يقال
(١) كذا في السيرة، ولعل الصواب: «أمَا».
(٢) كذا في السيرة، ولعل الصواب: (منهم مائة).
(٣) كذا في السيرة، ولعلها: «فلم يسمعوه».
(٤) من علماء المطرفية ومؤرخيهم، صاحب كتاب (تاريخ مسلم اللحجي) أو (طبقات مسلم اللحجي)، ذكر فيه طبقاتهم خمساً من الإمام الهادي وابنيه إلى عصره. توفي سنة (٥٤٥ هـ)، ذكر هذا التاريخ الوجيه والشامي والحبشي. وهذا التاريخ مشكل؛ لأننا إذا =