(1) ترجمة القاضي جعفر
  له: يحيى بن حسين(١)، يلقب بالفقيه، فآذياه وسباه، فعاد إلى (سناع) ومعه صهره طريف بن الحسين السنحاني وأصحابه من الشرفاء والمسلمين. فلما وصل (سناع) عارضوه بأغمار من بني شهاب، وكان معه شرفاء من بني الهادي إلى الحق #، منهم: محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى وعلي بن جعفر بن حمزة، ومن بني حمزة جماعة منهم الشريف الأجل حمزة بن سليمان وجعفر وإبراهيم ابنا محمد بن الحسين، ومن بني العباس رجال.
  وكان له في مسجد (سناع) مدرسة فعارضه المطرفية بمدرسة أخرى في جانب المسجد، فقام الشريف علي بن جعفر فأطفأ سراجهم، فعادوا فأطفأوا مصباح القاضي وأصحابه، ووقع بينهم كلام، فارتفع القاضي إلى منزله فرجموا لهج - [أي: نافذة] - بيته في الليل، فتقدم إلى السلطان أحمد بن الجبير بن سلمة الشهابي وسأله الجوار، وطلب أن يبني هجرة تحت (قَيْفَان) قريباً من (وقش) فلم يتم له ذلك. فتقدم إلى نواحي (عنْس) فبنى هجرة في (العَشَاو)، ثم تقدم إلى (بِشَار) وأثبت مدرسة هناك والتأم إليه قوم كثير من (عنس) و (زبيد)»(٢).
  بعد هذه الأحداث - وهي التي أشرت إلى أن الثقفي ابتدأ الكلام بها حين تحدث عن لقاء الإمام بالقاضي - وصل الشريف محمد بن عبد الله العفيف إلى الإمام # إلى (بيت الجالد)، قال الثقفي: «وقص عليه القصص، قال - [الإمام] -: قد وجبت عليَّ فريضة القاضي ونصرته ونصرة من قد صحبه و وعُوْدِيَ
= أخذنا به انتقض السرد الذي ذكره الثقفي للأحداث التي جرت بين القاضي والمطرفية من أنه كان بعد عودة القاضي جعفر من رحلته إلى العراق سنة (٥٥٤ هـ) وبعد التقائه بالإمام وبعد إقامته لمدرسة (سناع)، وإذا أخذنا بالسرد لم يصح أن وفاة مسلم في هذه السنة المذكورة! وهناك إشكال آخر، وهو قول الثقفي عن مسلم اللحجي وصاحبه إنهما «باطنيان»، فالمعروف أنها مطرفيان وكلامه كله عن المطرفية!
(١) لعله يحيى بن الحسين البحيري المتوفى سنة (٥٧٧ هـ)، سيأتي له ذكر في آخر الكلام عن المطرفية.
(٢) سيرة الإمام أحمد بن سليمان للثقفي: (٢٨٢ - ٢٨٤).