الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[فيما اتفق عليه الزيدية في الأجسام والأعراض الضرورية، ومخالفة المطرفية في ذلك]

صفحة 64 - الجزء 1

  أيضاً للناس، وكانت الدلالة الأولى تبطل قوله؛ إذ لا فصل في ذلك الدليل بين بعض الأجسام والأعراض الضرورية وبين بعضها الآخر.

  وإن قال: بل جميع الأجسام والأعراض الضرورية فعل الله سبحانه، وذلك هو قولهم الذي يظهر بينهم ولا يجدون منه بُداً


= جسمان على اختلاف بينهم في جسميتهما: فقيل: جسمان قديمان. وقيل: ليسا بجسمين مع قدمهما. وقيل: الشيطان جسم لا الباري. وقيل العكس. وقيل: الباري قديم والشيطان محدث، واختلفوا مم حدث، فقيل: من فكرة «يزدان» الرديئة؛ إذ قال في نفسه: كيف حالي لو كان في منازع؛ فحدث «أهرمن» من هذه الفكرة، وقيل: من شگه. وقيل: من عفونات معه لم تزل. ويزعمون أن حروبا وقعت بين الرب والشيطان استمرت ثلاثة آلاف سنة، لم يتمكن فيها أحدهما من الآخر، فتصالحا. وزعموا أن لهم أنبياء أولهم «كيومرث» قتله إبليس، فنبت من مسقطه «ريباس»، الذي خرج منه «مشا» و «مشيانه» وهما بمثابة آدم وحواء $، وآخر أنبيائهم «زرادشت» يدَّعون له معجزات، وله كتاب جاء به اسمه «الزند». وهم شرائع وأعياد، ويحرمون السكر والزنا والسرقة، ويقتلون قاطع الطريق، ويجوزون نكاح المحارم. وقسمهم الشهرستاني إلى ثلاث فرق: الكيومرثية والزروانية والزرادشتية. المنية والأمل في شرح الملل والنحل للإمام المهدي: (٧٢ - ٧٥) والملل والنحل للشهرستاني: (١: ٢٧٧) ومفاتيح العلوم للبلخي الخوارزمي: (٥٦). والثنوية: فرقة من الفرق الكفرية، وهم القائلون بإلهية الاثنين: الشر والخير، النور والظلمة، يزدان وأهرمن. وهم فرق تسع: المانوية، المزدكية، الديصانية، المرقيونية، الماهانية، الكيثانية، الصامية، المهراكية، والمجوس.

هكذا قسٍّمهم تحت اسم الثتوية الإمام المهدي، بينما الشهرستاني له قسمة أخرى، فجعل القائلين بالاثنين قسمين: الأول: القائلون بأزلية الاثنين، وهم المجوس، وذكر من فرقهم: الكيومرثية والزروانية والمسخية والخرمدينية والزرادشتية.

والثاني: القائلون بأزلية النور وحدوث الظلمة، وهم الثنوية، وفرقهم: المانوية والمزدكية والديصانية والمرقيونية والكينوية والصيامية والتناسخية، المنية والأمل للإمام المهدي: (٦٧ - ٧٥) والملل والنحل للشهرستاني: (١: ٢٧٨ - ٢٩٩).