[فيما اتفق عليه الزيدية في الأجسام والأعراض الضرورية، ومخالفة المطرفية في ذلك]
  ثبت مثله في(١) الرامي إذا رمى بسهم فأصاب [غرضه](٢)، فإنه قد حصل من فعله ما لا يريده، لكن لكونه جاهلا بموقع سهمه، عاجزا عن رده والتصرف فيه بعد إرساله، فلو كان قد وقع من أفعال الله سبحانه هذه المذكورة ما لا يريده لكان تعالى بهذه الصفة، وهو يجلُّ عن ذلك.
  وفي مثل ذلك روي عن الهادي # أنه قال: «ألا ترى أن الفاعل لِمَا لا يريد فجاهل مذموم من العبيد، فكيف يجوز أن يقال بذلك في الله الواحد الحميد»(٣).
  وإن قال: بل جميع أفعاله إرادة له سبحانه ومراد. قيل له: فقد لزمك أن يكون مريداً لهذا الجذام، وإلا انتقض أن يكون مراداً له، ومتى انتقض أن يكون مرادا له انتقض أن يكون فعلا له؛ لإجماعك أن كل فعل من أفعاله فهو إرادة له ومراد.
  وإذا ثبت أنه مريد له فهل أرَادَهُ أو لم يُرِدْه؟ فإن قال: لم يُرِدْهُ. نقض قوله: إنه مراد.
  ومتى قال: بل أرادَهُ. قيل له: فهل أراده في حال حدوثه أو قبله أو بعده؟ ثم على سبيل ما تقدم. فإن قال: قبل ذلك أو بعده. أوجب انفصال الإرادة عن المراد، وذلك باطل ونقض الموضع الإجماع.
  وإن قال: في حال الحدوث. خرج من مذهب الإحالة، وأسقط موضع الخلاف.
(١) نهاية ٢٠ ب (ش).
(٢) في (ش) غير واضحة بسبب الرطوبة، وما أثبته اجتهاد.
(٣) في مجموع كتبه ورسائله: في طبعة مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية: (مجموع رسائل الإمام الهادي): كتاب المسترشد: (١٠٥). وفي طبعة دار الحكمة اليمانية: (المجموعة الفاخرة): كتاب المسترشد: (١٦٧). وفيهما: «أولا ترى» مكان: «ألا ترى» ..