طريقة أخرى
  التي يشتهيها الناس ويسمونها صلاحاً، ومن الأفعال الأخرى التي يكرهونها ويسمونها فساداً - سواء في أن الجميع فعل الله سبحانه يفعل من ذلك ما يشاء ويوجد منه ما يريد، وبطلت هذه العبارات الفارغة.
طريقة أخرى
  يقال(١) لهم: إذا(٢) كان الله سبحانه هو الذي جَبَرَ العالم(٣) أن تكون منه هذه الحوادث، فهل جَبَرَهُ على أن تكون منه ما يريده الله سبحانه أو ما لا يريده؟ فإن قالوا بالأول. خرجوا من مذهبهم، ولزمهم أن يكون الله سبحانه مريداً (لجميع ما حصل)(٤) من هذه الحوادث التي يضيفونها إلى إحالة العالم، وفي ذلك خروج من مذهبهم.
  ثم يقال(٥) لهم: متى أراد حدوث هذه الحوادث؟ فإن قالوا: يوم خلق الأصول. قيل لهم: فقد أرادها قبل حدوثها، فهذا(٦) فصل بين الإرادة والمراد، وخروج من مذهبهم.
  وإن قالوا: في حال حدوثها. قيل لهم: فهذا أيضاً خروج من مذهبكم، واعتراف بأن جميع ما يحدث من هذا العالم (فالله تعالى يريده في حال حدوثه)(٧)، وفي ذلك إسقاط موضع الخلاف، وإبطال مذهب الإحالة.
  وإن قالوا: بل جبره على أن يحصل منه ما لا يريد. قيل لهم: فهل كان قادراً
(١) في (ك): «ثم يقال».
(٢) نهاية ٢٣ أ (ش).
(٣) غير ظاهر في (ش): «جبر العالم».
(٤) في (ش): «مريدا لِمَا حصل».
(٥) في (ش): «ويقال».
(٦) في (ك): «وهذا».
(٧) في (ك): «فعل الله سبحانه يريده في وقت حدوثه».