[في قولهم: إنه تعالى قصد الأصول ولم يقصد الفروع]
  السيدين المؤيد(١) وأبي طالب(٢) ¤ أجمعين، ولم يوجد لأحد من أئمة الهدى # أنه تعالى لم يقصد بعض أفعاله كما يقوله أصحاب الإحالة؛ فيكون قولهم هذا مخالفاً لمذاهب الطاهرين وخارقاً لإجماع المسلمين.
  ثم يقال لهم: إذا كان قصده تعالى للشيء عندكم هو إيجاده من غير أصل أو على غير الوجه المعتاد كما تقولونه في المعجزات والنِّقَم - لزمكم أن يكون كثير من معجزات الأنبياء # غير مقصود؛ لأنها مخلوقة من أصل وعلى وجه معتاد في ذلك الباب، ألا ترى إلى قلب العصا حية فإنه وجد(٣) من أصل وهو العصا، وجرى ....... (٤) فصار معتاداً، وكذلك الكلام في اليد البيضاء وفي
= العياني: من أئمة الزيدية، مجتهد، فقيه، عالم. نشأ في حجر والده وأخذ عليه وعلى علماء عصره. وحكم بعد وفاة والده سنة (٣٩٣ هـ)، ونازعه الإمام محمد بن القاسم بن الحسين الزيدي، ووقعت بينهما معارك. قتل في معركة سنة (٤٠٤ هـ) بعرار في وادي البون بالقرب من (رَيْدَة)، وقبره هناك. نسبت إليه أشياء تخالف عقيدة أهل البيت، نزهه عنها الإمام عبد الله بن حمزة # وغيره. من مؤلفاته: (تفسير غرائب القرآن) وطبع له مجموع يضم بعض كتبه الكلامية، أعلام المؤلفين الزيدية: (٣٨٤) ترجمة (٣٨٥).
(١) أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين، الهاروني، الحسني، أبو الحسين، المؤيد بالله: العلامة المحدث المتكلم الأصولي الفقيه المجتهد المطلق، أحد عظماء الإسلام وأئمة العترة الكرام. ولد ب (آمل) سنة (٣٣٢ هـ)، وبها نشأ وترعرع. دعا لنفسه بالإمامة سنة (٣٨٠ هـ)، توفي يوم عرفة سنة (٤١١ هـ)، ومشهده ب (لنجا). من مؤلفاته: (إثبات نبوة النبي ÷) و (التبصرة) و (البلغة) و (الإفادة) و (التجريد) و (شرح التجريد). (أعلام الوجيه ط ٢ ١٠٩: ١، ترجمة: ٨٥) و (الأعلام: ١١٦: ١).
(٢) يحيي بن الحسين بن هارون بن الحسين، الحسني، أبو طالب، الناطق بالحق، العلامة المتكلم الأصولي الفقيه المحدث المجتهد المطلق، من عظماء الإسلام وكبار أئمة العترة الكرام، مولده ب (آمل) من طبرستان سنة (٣٤٠ هـ)، دعا لنفسه بالإمامة بعد موت أخيه الإمام المؤيد بالله سنة (٤١١ هـ)، وبويع في الديلم. توفي سنة (٤٢٤ هـ) عن نيف وثمانين سنة. من مصنفاته: (المجزي) و (التحرير) و (شرحه) و (زيادات شرح الأصول) و (الدعامة في الإمامة). (أعلام الوجيه ط ٢: ٢: ٤٤٤، ترجمة: ١٤٠٦) و (الأعلام: ١٤١: ٨).
(٣) نهاية ٢٤ ب (ش).
(٤) في (ش) كلمتان أو ثلاث غير ظاهرة بسبب الرطوبة.