[في قولهم: إن العقل هو القلب]
  إحداهما(١): قولهم: إن حسناتهم معاص؛ إذ لو كانت معصية لما صحت ولا سقط بها الفرض ولا بقيت معها الطهارة على ما تقدم.
  والثانية: قولهم: إن الفاسق مغتصب لجميع ما في يده من الأرزاق، فلو كانت داره التي هي في ملكه مغصوبة لما صحت صلاته فيها؛ إذ لا تصح الصلاة في الدار المغصوبة.
[في قولهم: إن العقل هو القلب]
  ثم يقال لهم: أنتم تزعمون أن عقل الإنسان هو قلبه، فما تقولون في المجنون والطفل هل لهما قلوب أم لا؟ فإن قالوا: لهما قلوب. خرجوا من مذهبهم في أن العقل هو القلب؛ لأن هذين لا عقول لهما مع ثبات قلوبهما.
  وإن قالوا: لا قلوب لهما. خرجوا من مذهبهم وكابروا المعلوم.
  ثم يقال لهم: ما تقولون في النائم هل زال عقله أم لا؟ فإن قالوا: زال عقله. قيل لهم: فهل قلبه ثابت أو زائل؟ فإن قالوا: زائل. خرجوا من مذهبهم، بل كابروا المعلوم عند كل أحد، فإن قلب النائم بين جنبيه.
  وإن قالوا: قلبه ثابت وعقله زائل. فقد فرقوا بينهما وأوجبوا أن يكون العقل غير القلب، وخرجوا من مذهبهم.
[في قولهم: إن القرآن صفة لقلب الملك]
  ثم يقال لهم: أنتم تزعمون أن القرآن صفة ضرورية لقلب الملك الأعلى لا تفارقه، فما تقولون فيه هل قد نزل أم لا؟ فإن قالوا: قد نزل. خرجوا من مذهبهم وأبطلوا أن يكون صفةً لقلب الملك لا تفارقه؛ لأنه إذا كان صفة لقلبه لم يصح نزوله. وإن قالوا: لم ينزل. قيل لهم: فهذا الذي مع الناس كلام الله
(١) في (ش): «أحدهما».