الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[في قولهم: إن على المكلف معرفة الحق من الباطل]

صفحة 99 - الجزء 1

  الحكم بالهوى المتبع والرأي المبتدع والمناقضة الظاهرة⁣(⁣١)، فكأنكم تنهون الناس عن التقليد لمشايخهم، وتأمرونهم أن يقلدوكم، وكلٌ يرى لمشايخه مثل ما ترون لأنفسكم أو أعظم، فإن ساغ لكم اتباعهم بغير بصيرة ولا بيان ساغ لهم أيضاً، وإن لم يَجُزْ ذلك لهم لم يَجُزْ مثله لكم.

  فإن قلتم: تحسين الظن بأنفسنا يُجَوِّز اتِّباعَنا. خرجتم من مذهبكم في مخالفيكم. وإن قلتم: لا يجوز اتِّباعهم. خرجتم من مذهبكم في أنفسكم!

  فاين تذهبون {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ٨٧ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ٨٨}⁣(⁣٢).

  تم ذلك، وصلى الله على رسول سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً⁣(⁣٣).

  ***


(١) نهاية ٣١ ب (ش).

(٢) سورة ص الآيتان ٨٧ و ٨٨.

(٣) نهاية ٣٢ أ (ش)، وهي نهاية نسخة المدرسة الشمسية. بحمد الله تعالى ومنِّهِ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيراً.

وفيما يلي نص الصفحتين الموجودتين في آخر المخطوطة (ك) الموجودة بمكتبة الدولة الباافارية بميونيخ.