فصل
  أسلمه إليك لا شئ معه من ولده، وأهله، وفراشه، وإخوانه، وفارق كل من كان يحب قربه، وخرج من سعة الدنيا والحياة إلى ظلمة القبر وضيقه، ونزل بك وأنت خير منزول، فإن عاقبته فبذنبٍ، وإن عفوت عنه فأنت أهل العفو، وأنت غنيٌ عن عذابه، وهو فقير إلى رحمتك.
  اللهم اشكر حسناته، واغفر سيئاته، وأعذه من عذاب القبر، واجمع له برحمتك الأمن من عذابك واكفه كل قولٍ دُون الجنة، اللهم اخلفه بكرمك في العابدين، وارفعه بجودك في عليين وعُدْ عليه بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
  وحينئذٍ يوضع جنبه تُراباً ويدرج، لئلا يستلقى فيحل العقود، وتُشد اللحد باللبن والحجارة [......] وتشد الحروف لئلا يدخل عليه من التراب، ثم يحثو الحاصر بنبت حسان بيديه جميعاً من قبل رأسه قائلا مع الأولى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} ومع الثانية: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} ومع الثالثة: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ٥٥}[طه]، وتكره الزيادة على التراب المستخرج، ورفع القبر فوق شبر إلا لفاضلٍ وزخرفته بالتحصيص، والتفضيض إلا رسم الاسم في لوحٍ أو خشب، والصخر أولى والتسقيف، ولا بأس بالقباب والمشاهد على الفضلاء في المُلك لاستعمال المسلمين ذلك، ولم يُنكروه، ونُدب [١١/ق] الراضراض كقبره ÷، والتربيع لتربيع قبر حمزة وإبراهيم والرش لأمره ÷ برش قبر المطلبي.
  وأن يُوقف عند قبره بعد الفراغ قدر ما ينحر جزور ويُقسم لحمها لا أن يفعل ذلك كما عليه العامّة من الناس فإنه بدعة ضلالة، إذ ليس فيه مستند ولا أساس، والقاعدون مشتغلون بتلاوة القرآن، فإن جمعوه كله فحسنٌ، وبالدعاء للميت والاستغفار، فقد ورد في صحيح الآثار عن نبينا المختار ÷ أنه كان إذا فرغ من دفن الميت وقف، وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل»، ولا بأس بالوعظ للحاضرين وليذكر حكايات أهل الخير وأحوال الصالحين، فأما التلقين فقد نص على استحبا بهجماعة من المحدثين ولا بأس به، فقد روى عن البشير النذير الأمين صلى الله