آداب المريض والتمريض،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

فصل

صفحة 105 - الجزء 1

الباب الثالث وهو في آداب حسنة ووصائف مستحسنة

  مترتبة في المحل على ما سبق من الآداب مستخرجة من صحيح السَّد ومُحكم الكتاب لا يرضى بإضاعتها أولوا العقول والألباب، ومن له همة في الاكتساب والحفظ العظيم الأجر والثواب، أو الفرار من وبيل العقاب، فعلى كل أخٍ في الله وحميم وذي دينٍ صحيح قويم، ورغبة في سُلوك المنهج المستقيم أن يستمع لما فيها، ويُشمَّر أذياله من بدع أهل الجهل، ويكون دائباً فيما يُفيد ويجدي، محاسباً لما يَضُرّ ويردي، متأدباً بآداب القرآن غير مُصغ إلى تسويل الشيطان، فإن الله خالق الجنة والنار، وركب العقول لتُميز بين المنافع والمضار، وجعل قدره في الاختيار فمن اختار الجنة حَاز المُنى وفاز، ومن اختار النار ندم عما فوت وامتار.

  وفقنا الله لما يرضيه، وعصمنا بلطفه عن اقتحام ما لا يرضيه.

فصل

  التّعزية إلى كل من أهل الميت مندوبة، وهي الحنث على الرجوع إلى الله لحفظ المثوبة وليقلل الحزن، أو ليذهب بأسره، قال ÷: «من عزي مصاباً كان له مثل أجره» مبتدئاً قبل الكلام بالتسليم آتيا بما يطابق وما يثبت المقام، ومن أحسن ما قيل في ذلك، فينبغي أن لا يقام بسواه هنا لك ما عزي به رسول الله ÷ على بعض أصحابه عند فقد بعض أحبابه، وهذا الحديث من جوامع الكلم وبتأمله بطيب جرح القلب المتألم، وبذلك يُعزيه: نذكركم مصيبتكم في رسول الله ÷، رزقت الأجر في حياتك وبعد مماتك، ودَركا من كل فاتك، وخلفاً من كل هاتك، فلله تدعو وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب.

  وكذا ما عزي به بعض الفقهاء الأدباء، أن أغصّ المصائب [١٢/ق] وأغص النوائب فقد سُرور وحرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر ألهمنا الله عند المصائب صبراً، واحرز بالصب أجراً ويدعو له ولميته.

  فيقول: عظم الله أجرك، وأحسن عزاك، وغفر لميتك.