كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب التوحيد

صفحة 30 - الجزء 1

  عن أن يحويه قول أو يناله شبه خلقه، وكل ما كان فيهم ولهم من الأدوات والآلات من الأيدي والأرجل والوجوه والألسن والشفاة والأبصار والأسماع، حتى يخرج من قلوبكم ويصح في معقولكم أنه بخلاف ما ذكرنا من خلقه، وتعلموا أن كل ما ذكر الله سبحانه من ذلك في نفسه معنى وتأويلاً معروفاً عند أهل المعرفة والدين، الذين اؤتمنوا عليه وأمروا بالقيام فيه، والدعاء إليه، فلا يقع في عقولكم أن المخلوقين بصفة من الصفات التي تعقل وتميز بالمعقول والأبصار إلا كان الله سبحانه بخلاف ذلك الذي يتوهمه المتوهمون، فكل ما وقع في قلوبكم أنه على مثال أو شيء من الأشياء فهو تبارك وتعالى بخلاف ذلك، كما قال سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى: ١١] وقال ø: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص: ١ - ٤] فهو الذي لا كفؤ له، ولا نظير، ولامثيل، ولا شبيه، ولا عديل، عز ربنا وجل عما يقول المبطلون والمشبهون علواً كبيراً، ولا يوصف سبحانه إلا بما وصف به نفسه، ولا يستدل عليه إلا بما أوجد من خلقه وأبان من صنعه، من سماءٍ مبنية وأرض مدحية، وأرواحٍ مذرية، وكواكب تجري، وقمر يسري، ونهار منير،