كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب معاداة الظالمين والبراءة منهم

صفحة 58 - الجزء 1

  يُفْتَنُونَ ٢}⁣[العنكبوت: ١ - ٢]، أي يمتحنون لتتبين حقائق إيمانهم وصحة إسلامهم عند نزول الشدائد والامتحان بهم.

  وإن كان صاحب هذه النازلة عاصياً لله، معانداً مرتكباً لمعاصيه، غير خائف له ولا مؤتمر بأمره، فليعلم أن ما نزل به من هذه المصايب عقوبة وبلاء وخزي من الله في جميع الأشياء، وذلك قليل من كثير، سينزل به ويحل بساحته، فليبادر بالتوبة والرجعة، قبل حلول منيته، والوقوف لمحاسبته.

باب معاداة الظالمين والبراءة منهم

  ويجب أيضاً على جميع المسلمين أن يقفوا على ما أمرهم الله به في كتابه، وعلى لسان نبيه ÷، من المعاداة للظالمين والمجانبة لهم، والرفض لمن كان ظالماً من قريب وبعيد، فإن ذلك فرض من الله مؤكد في كتاب مبين، قال الله سبحانه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}⁣[المجادلة: ٢٢].

  فحرم الله على كل مؤمن الموادة لمن كان عدواً لله [ولو كانوا] من الآباء، والأبناء، والإخوة، والعشيرة، وافترض عليهم مجانبتهم وعداوتهم، كما افترض عليهم الصلاة سواءً سواء.