باب وجوب طاعة أولي الأمر من ولد الرسول صلى الله عليهم أجمعين
باب وجوب طاعة أولي الأمر من ولد الرسول صلى الله عليهم أجمعين
  ويجب على المسلمين أن يعرفوا على الحقيقة ما أوجب الله سبحانه عليهم من طاعة أولي الأمر من أهل الحق والقومة بالصدق، الذين أمر الله باتباعهم، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}[التوبة: ١١٩].
  فيجب على من اعتقد طاعة إمام عدل أن يحسن طاعته، ويخلص في قيامه معه، ولا يجوز(١) ما أمره به، فإن المخالفة لإمام حق وزر عظيم، وذنب عند الله جسيم، وتصديق ذلك ما تجدون في كتاب الله جل وعز من الأمر بالطاعة، ألا تسمعون كيف يقول سبحانه في كتابه: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩].
  فأمر سبحانه عباده بالطاعة، وحكم عليهم سبحانه في ذلك بالاستقامة، ثم قال ø: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}[النساء: ٦٥].
  فأوجب الله سبحانه الطاعة لأنبيائه $، ثم أوجبها من بعدهم لأوليائه المطيعين لأمره، ثم قال تبارك وتعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ٨٠}[النساء: ٨٠].
(١) أي لا يتعدى ولا يخالف.