باب القول في الوعد
  فهذا كتاب الله ينطق بخلاف ما قالت المجبرة، فسبحان من لا يظلم العباد ولا يقضي عليهم أبداً بالفساد.
باب القول في الوعد
  ثم تعلمون من بعد ذلك أن الله سبحانه يبعث من في القبور، ويجمعهم ø ليوم النشور، وأن ما وعد الله سبحانه أولياءه وأهل طاعته من الثواب الكريم، والخلود في جنات النعيم حق: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}[الحجر: ٤٨] دايم سرورهم، رائحة أحزانهم، جزيل عطاؤهم، مستمر ذلك لهم أبداً {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٥٦}[الدخان: ٥٦] هذا الذي ذكرنا من وعد الله سبحانه حق يقين مثل ما أنكم تنطقون ليس في وعد الله خلف ولا لعطائه انقطاع ما دامت السموات أبد الأبد.
باب القول في الوعيد
  ثم تعلمون من بعد ذلك أن وعيد الله سبحانه وما أعد لأعدائه المخالفين لطاعته حق: {جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٨}[المجادلة: ٨] {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ٢٤}[النبأ: ٤] كما قال سبحانه: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ٢٥}[النبأ: ٢٥] يعذبون فيها بألوان العذاب في السلاسل والأغلال، ولهم كما قال سبحانه: {مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ٢١}[الحج: ٢١]