العدل:
  بالزائغين الساعين إلى ابتغاء الفتنة وابتغاء التأويل حسب ما يهوون ووفق ما يريدون، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران: ٧].
  فما ورد من آيات يوحي ظاهرها بما ينافي محكمها وجب تأويلها وردها إلى أصلها، ولا يستطيع على ذلك إلا أهل العقول والعلم، ولا يقوى عليه إلا أهل الاختصاص والفهم.
العدل:
  أما عدل الله وحكمته فكيف يمكن الإحاطة والتبيين وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين، بعث الأنبياء وأرسل المرسلين، فأتم بهم النعمة وأكمل الحجة، أيدهم بالمعجزات، وزودهم بالدلالات، وأنزل عليهم الآيات لإيضاح شرائعه وإبانة أحكامه، فأوضحوها بأوضح بيان، وبلغوها بلا زيادة أو نقصان، فمن آمن بهم رشد وبالخير سعد، ومن كفر بهم طرد وفي الضلال ردد، قال تعالى مذكراً بحكمته، وذاكراً طرفاً من عدله ورحمته: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}[الإسراء: ١٥].
  ومن صور عدل الله أن لا يعذب أحداً إلا بذنبه، قال جل ذكره: {وَلَا