كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب القول في العدل

صفحة 31 - الجزء 1

  قدر شمسه الواحد القدير، المكون لكل ما دل به على نفسه، البريء من شبه خلقه.

باب القول في العدل

  ثم تعلمون من بعد ذلك أن الله سبحانه عدل في قضائه لا يقضي على خلقه بمعصية، ولا يخرجهم من طاعة، أمرهم تخييراً، ونهاهم تحذيراً، لم يجبر على معصية، ولم يخرجهم من طاعة، بل مكنهم من الاستطاعة، وأعطاهم على ما كلفهم القوة، وجعل لهم إليه السبيل، فمن أطاعه فقد نجا، ومن عصى فقد استوجب من الله سبحانه النقم والبلاء.

  فأما ما يقول به الجهال الذين لا يعرفون الله ø ولا يُصدِّقون وعده ولا وعيده، فيقولون: إن الله سبحانه يقضي بالمعاصي ويأمر بها، والله تعالى بريء من ذلك، بل كذبوا في قولهم، واجترؤا على الله بكلامهم، وكيف يقضي سبحانه بمعصية ثم يعذبهم عليها؟! إذاً لكان لهم ظالماً، وعليهم متعدياً، والله بريء من ذلك، ولو كانت المعصية كما يقول هؤلاء الظلمة إنها قضاء من الله حتم، ما كان للعبد في ذلك ذنب، لأن المعصية حنيئذ فعل الله لا فعل العبد، وليس للعبد في قضاء الله حيلة،