كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب التوحيد

صفحة 29 - الجزء 1

  

  وصواته على سيدنا محمد وآله وسلم

  قال الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الهادي إلى الحق ª:

  اعلموا أحاطكم الله، وهداكم، ووفقكم، وكفاكم، أنه لا يصلح عمل إلا بمعرفة وبصيرة ونية وعزيمة، فإذا اتفقت المعرفة والعمل فقد سلم العبد من الهلكة والزلل، واستوجب من الله سبحانه السلامة في دنياه الفانية، وآخرته الباقية، فكان في هذه الدنيا براً تقياً، وفي الآخرة مقرباً زكياً.

  نسأل الله لنا ولكم الثبات على طاعته والتمسك بحبله، والموالاة لأوليائه والمعاداة لأعدائه، والعمل بما أمر من حكمه حتى يوصلنا وإياكم بذلك إلى ثوابه، ويجعله لنا ولكم ستراً من عقابه بعفوه.

باب التوحيد

  فأول ما ينبغي لكم أن تعرفوا، وله من الحق أن تقصدوا، وهو الواجب عليكم من الحق: معرفة الله سبحانه، وأصل معرفته: توحيده، وكمال توحيده: نفي جميع صفات التشبيه عنه، فليس له سبحانه شبه ولا نظير، ولا يوصف بحد مما يوصف به المحدودون، فتنفوا عنه