كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب القول في الجهاد

صفحة 47 - الجزء 1

  لازم لجميع المؤمنين، فلا يسع أحداً من الناس طعن على أحد ممن ذكرنا إلا الترحيم عليهم، والاستغفار لهم واجب، والاقتداء بحسن أفعالهم لازم؛ إذ لهم السابقة القديمة، والأفعال المحمودة، والنية والبصيرة، رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين، إنه لذو فضل على العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

  فذلك الواجب لمن ثبت على عهد رسول الله منهم ولم يتغير عما عاهد الله فيه حتى لقي الله عليه ..

باب القول في الجهاد

  ثم بعد ما ذكرنا فيجب على الخلق أن يعرفوا فضل الجهاد وما أوجب الله ø لمن جاهد من الثواب الكريم والجزاء العظيم، فبالجهاد يقام الكتاب، وتحيى السنة، وتنفذ الأحكام، ويذهب الباطل والآثام، وتشبع البطون الجايعة، وتكسى الظهور العارية، وينصف المظلوم، ويقمع الجبار، ويرضى الرحمن، ويسخط الشيطان، وتذهب الأهواء المشكلة، وتثبت الأسباب النيرة.

  وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١