كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب النوازل

صفحة 57 - الجزء 1

  وطاعة الأئمة الأتقياء فرض من الله سبحانه كما أوجب طاعة الأنبياء سواء سواء، قال الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}⁣[النساء: ٥٩] وقال سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٦].

  فاحفظوا رحمكم الله دينكم بالاستقامة والطاعة والنصيحة لله سبحانه على الحقيقة، الذي أمركم فإن الله ø يطلع على قلوبكم ويحيط بما استجن بين جوانحكم، وهو المكافئ لكم، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة: ٧ - ٨]، {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٢}⁣[آل عمران: ١٠٢].

باب النوازل

  ويجب أيضاً على كل عاقل من أهل الإسلام عند نزول شديدة من الشدائد في نفسه أو ولده أن يحسن بالله الظن، فما كان من هذه النوازل من قبل الله سبحانه، نظر فيها الذي تنزل به نظراً جيداً، وميز أمره، فإن كان مطيعاً لله سبحانه، مؤتمراً بأمره، منتهياً عن نهيه، غير مخالف في شيء مما حكم به، فليعلم أن هذه النازلة محنة من الله سبحانه، اختبره بها ليضاعف له الأجر والثواب عليها، ويعظم العطاء والجزاء فيها، لأن الله سبحانه يقول: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا