نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

العلم النافع

صفحة 23 - الجزء 1

  ويقينكم شكاً، إذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقنتم فاقدموا)⁣(⁣١).

  ويروى أن أم سفيان الثوري ¦ قالت لابنها: يا بني، خذ هذه العشرة الدراهم وتعلم بها عشرة أحاديث، فإذا وجدتها تغير في جلستك ومشيتك وكلامك مع الناس، فاقبل عليه وأنا أعينك بمغزلي هذا وإلا فاتركه، فإني أخشى أن يكون وبالاً عليك يوم القيامة. فانظر إلى هذا الحرص الشديد على ربط العلم بالعمل والانتفاع بالعلم، فالعلم الذي لا عمل معه لا ينتفع به صاحبه، بل يكون حجة ووبالاً عليه يوم القيامة.

  قال ÷: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة، عالم لم ينفعه الله بعلمه»⁣(⁣٢) وقد كان ÷ يستعيذ بالله من علم لا ينفع، كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع» ولأن العلم الذي لا ينفع قد يكون آلة بيد صاحبه يستعملها لنيل مآربه الدنيوية، فلا يقف عند شبهة، ولا يتورع عن حرام، اتباعاً للهوى ورغبة في الدنيا، قال ربنا جلَّ وعلا فيمن هذا شأنه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ١٧٥ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا


(١) رواه أبو داود الطيالسي وغيره.

(٢) رواه الطبراني في الأوسط وغيره.