نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

خامسا: حسن السلوك

صفحة 40 - الجزء 1

  على خديه، ويقول: (لو علم العبد من يناجي، ما انفتل)⁣(⁣١).

  ٢ - الذكر والدعاء: الذكر شرف للمؤمن، وطمأنينة لقلبه وطرد للقلق والخوف منه، وهو ارتباط بمن يجب ذكره والتعلق به، فكلما زاد الذكر ظهرت أمارة المحبة فهو الذي يجب أن تتعلق به القلوب، والذكر قياماً وقعوداً وعلى الجنوب لا يقيد بوقت معلوم أو محدود، ولكن هناك أوقات متفاضلة يستحب فيها كثرة الذكر. وقد أمر الله عباده بذكره؛ لما له من أهمية في حياة المؤمن، فقال ø: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١} {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨} ورَغَّب المصطفى ÷ في ذكر الله فقال: «ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب الله من كثرة ذكر الله» وأعظم الذكر قراءة القرآن، فلا بد للمؤمن من ورد معلوم في كل يوم من القرآن العظيم يداوم على قراءته بتدبر وتفهم.

  قال أمير المؤمنين # في وصف القرآن: (وما جالس أحد القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، بزيادة في هدى أو نقصان من عمى، وأن فيه شفاء من أكبر الداء الكفر والنفاق)، ومن أفضل


(١) انفتل: انصرف، أي ترك العبادة.