الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

[بيان أن الغيبة من أعظم آفات اللسان]

صفحة 31 - الجزء 1

  «وما يعذبان في كبير» «بلى، إنه كبير»، قالوا: ومعنى: «وما يعذبان في كبير»، أي: في أمر يكبر عليهما، أو يشق لو أرادا، وهو التنزه وترك الغيبة، ولم يرد أن المعصية ليست بكبيرة، وأن الذنب فيها هين سهل⁣(⁣١)، ولذا استدرك ÷ بقوله: «بلى، إنه كبير»⁣(⁣٢).

  وأهل مذهبنا لا يعدون الغيبة ولا النميمة من الكبائر؛ لأن الكبيرة تقتضي فسق مرتكبها، ولا إفساق إلا بقاطع من السمع، والأحادي لا يفيد القطع، والله أعلم⁣(⁣٣).


(١) وكيف لا يكون كبيراً وهما يعذبان فيه، تمت هامش في (ب).

(٢) في (أ): كثير، وفي (ب) كما أثبته.

(٣) وهنا أذكر كلام الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في الكبائر وتفسيرها، حيث قال في الأحكام ٢/ ٥٤٣ ما لفظه: باب القول في الكبائر وتفسيرها: الكبائر: هي كل ما أوجب الله على فاعله النار، إن لقيه عليه ولم يتب لم يتب منه، ولم يخرج إليه منه مثل الشرك به والتشبيه له بخلقه، والتجوير له في فعله، وقتل المؤمن متعمداً، والفرار من الزحف إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة وأكل الربا بعد التنبيه، وأكل مال اليتيم واللواط والزنا، وقذف المؤمنات المحصنات الغافلات وشهادة الزور، والكذب على الله ورسوله والإمام العادل متعمداً، وأكل أموال الناس ظلماً، والتعرب بعد الهجرة، وكل ما كان من ذلك مما وعد الله عليه فاعله النار. انتهى.