[بيان أن الغيبة من أعظم آفات اللسان]
  قال ابن أبي الحديد(١): وفي الصحاح المجمع على صحتها، أنه ÷ مر بقبرين جديدين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان لكبير(٢)، أما أحدهما فكان يغتاب الناس(٣)، وأما الآخر فكان لا يتنزه من البول»(٤)، فصرح بأن الغيبة ليست بكبيرة، وقيل: بل هي كبيرة؛ لأن في خبر ابن عباس بعد:
(١) هو عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين المعروف بابن أبي الحديد، ولد سنة ٥٨٦ هـ في المدائن، وانتقل إلى بغداد، وهو عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، وتوفي ببغداد سنة ٦٥٦ هـ وله تصانيف منها: (شرح نهج البلاغة) في عشرين جزءاً، وقد طبع مرات عدة وله كتاب: (الفلك الدائر على المثل السائر) طبع، وله (القصائد العلويات السبع، وشرحها)، وغيرها من المؤلفات. (انظر: الأعلام ٣/ ٢٨٩).
(٢) وروي: «في كثير» هامش في (ب)، وفيها أيضاً هامش آخر لفظه: في النهاية، بالباء الموحدة من أسفل، قال فيها: أي في أنه يكبر عندهما، ويشق فعله، لا أنه في نفسه غير كبير، وكيف لا يكون كبيراً، وهما يعذبان فيه، انتهى.
(٣) وفي رواية: «كان أحدهما يمشي بالنميمة»، عوض الغيبة، هامش في (ب).
(٤) شرح نهج البلاغة ٩/ ٤٤، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله العلوي | في الجامع الكافي بسنده عن ابن عباس ¥، واللفظ فيه: أن النبي ÷ مر بقبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أحدهما كان لا يتنزه أو لا يستبرئ عن بوله، والآخر كان يمشي بالنميمة» ذكره الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ١/ ١٧٢، قال: وهو في أصول الأحكام والشفاء، وقوله: «لا يتنزه أو لا يستبرئ عن بوله»، قال الإمام القاسم: شك أبو عبد الله، قلت: وهو في أصول الأحكام ١/ ٨٤ برقم (٤١) وانظر تخريجه فيه، ورواه بلفظ الجامع الكافي النووي في الأذكار ص ٣٣١ برقم (٨٩٦) عن ابن عباس، وعزاه إلى البخاري ومسلم، وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ١٠/ ٤٧٠، وعزاه إلى البخاري في (الأدب المفرد) من حديث جابر قال: «كنا مع النبي ÷، فأتى قبرين، إلى أن قال: وقال فيه: أما أحدهما فكان يغتاب الناس» الحديث، قلت: ورواه بلفظ المؤلف هنا الغزالي في الإحياء ٣/ ٢٠٧ وانظر تخريجه فيه.