الدواء النافع من سم اللسان الناقع
  وبعبارة أخرى فالدين الإسلامي الحنيف دين الفطرة السوية النقية، والطبيعة السليمة الحميدة.
  وتحمل تعاليمه وأحكامه وآدابه ووصاياه العظيمة في طياتها أسمى المعاني وأزكى الشيم والأخلاق التي ترفع الإنسان إلى أعلى عليين، وسواء كان ذلك في جانب العبادات أو المعاملات أو السلوك فإنها جميعها تصب في خانة مصلحة الإنسان بما يكفل له السعادة الدائمة في الدارين.
  ومن تلك التعاليم إرشاد الإنسان إلى ضرورة حفظه للسانه إلا في الحق فلا يطلقه بما فيه أذية للآخرين، وبما فيه إخلال بالدين، إذ أنه بذلك يفصح عن نوايا سيئة، وغير حميدة، تمكنت في طوايا نفسه، وتغلغلت في خلايا أحشائه تجاه الآخرين، لا يمنعه من ارتكاب العظائم في حقهم إلا عجزه وعدم قدرته على إلحاق الضرر بهم، وفعل ذلك محرم في دين رب العالمين.
  وقد شدد الشرع الحنيف على المسلم في ضرورة اجتناب آفات اللسان كالغيبة والنميمة، والكذب في القول واليمين والمزاح بالباطل والفحش، والسب، والبذاء، والوعد الكاذب، والسخرية، والاستهزاء، وغيرها، لما في ذلك من الأذى والإيذاء واقتراف الموبقات من السيئات والآثام، ولما فيه أيضاً من الشحناء والبغضاء وافتراق الكلمة، وقد حث الشرع الشريف - أعلى الله شأنه - وأرشد ودل على وجوب الابتعاد عن