الدواء النافع من سم اللسان الناقع
  مثل ذلك، موضحاً الأضرار السيئة التي تخلفها تلك الآفات على الفرد والمجتمع، فاللسان أضر شيء على الإنسان إذا أفسح له المجال يسرح ويمرح فيما لا يحل، ففي الحديث النبوي صلوات الله وسلامه على قائله وعلى آله: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن يبلغ بها ما بلغ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة»، وقال النبي ÷: «رحم الله عبداً تكلم فغنم، أو سكت فسلم، إن اللسان أملك شيء للإنسان، ألا وإن كلام العبد كله عليه إلا ذكراً الله تعالى، أو أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، أو إصلاحاً بين المؤمنين»، فقال له معاذ بن جبل: يا رسول الله، أنؤخذ بما نتكلم به؟ فقال: «وهل تكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم»، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جري به لسانه، وليحرس ما انطوى عليه جنانه، وليحسن عمله، وليقصر أمله، والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الباب وكذا الآثار وأقوال الصالحين وغيرهم.
  وهذا الكتاب الذي بين يدي القارئ موضوعه كما يفصح به عنوانه وهو التحذير من آفات اللسان، وضرورة اجتنابها، وذكر أضرارها، وذكر الدواء النافع لها، وقد تحدث الكتاب بشكل رئيسي عن الغيبة، باعتبارها من أشد وأضر آفات اللسان، فقد نهى الشرع الشريف عنها أشد النهي، وشبهها بأكل لحم الأخ وهو ميت وفي ذلك من الفظاعة والبشاعة ما لا