الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

صفحة 49 - الجزء 1

  هفا، ولا جفوته إذا جفا، ولا تأخذه بالغاية القصوى، فإن زل فأقله، وإن قصر فاحتمله، وإن تمرد عن التوبة فعليك أن تحذر منه⁣(⁣١).


= أبي طالب $، أبو محمد المعروف بالرسي، أحد عظماء الإسلام، ونجوم الآل الكرام، مولده بالمدينة سنة ١٦٩ هـ، ونشأ في أحضان الفضيلة، يطلب العلم عند أكابر علماء أهل بيته حتى فاق أقرانه، فكان فقيهاً، محدثاً، مناظراً شاعراً، زاهداً، ورعاً، شجاعاً سخياً، ثائراً في الله، بويع له بالإمامة سنة ٢٢٠ هـ في عهد المعتصم العباسي، واشتهر أمره، وطار صيته، فطاردته جيوش العباسية في اليمن والحجاز، ثم استقر بجبل الرس، وهو جبل يبعد عن المدينة ستة أميال حتى توفاه الله هناك سنة ٢٤٦ هـ ودفن به، وقد خلف عدداً من المؤلفات العظيمة والمهمة، منها: (الدليل الكبير على وجود الله)، و (الدليل الصغير)، و (تفسير القرآن) فسر فيه السور القصار، و (الرد على الملحد)، و (سياسة النفس)، و (المكنون في الآداب والحكم)، و (العدل والتوحيد ونفي التشبيه عن الواحد الحميد)، و (الكامل المنير في الرد على الخوارج)، و (الرد على النصارى)، و (المسترشد)، و (المديح الكبير للقرآن)، و (المديح الصغير للقرآن) وغيرها، وقد طبع أغلبها. (انظر عنه وعن مؤلفاته كتاب أعلام المؤلفين الزيدية ص ٧٥٩ - ٧٦٥ ترجمة رقم ٨٢٢).

(١) مجموع كتبه ورسائله ٢/ ٣١٣ - ٣١٤ كتاب المكنون، واللفظ فيه: وآخ من آخيت بالستر لعورته، والإقالة لعثرته، ولا تطل معاتبته إذا هذا، ولا جفوته إذا جفا، ولا تأخذه بالغاية القصوى، فإن زل فأقل، وإن قصر فاحتمل. انتهى.