الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الرابع فيما يعالج به من وقوع الغيبة

صفحة 53 - الجزء 1

البحث الرابع فيما يعالج به من وقوع الغيبة

  وذلك بأن يعلم أن ذلك يعرضه لسخط الله، ويحبط حسناته، فإنها تنتقل يوم القيامة إلى من اغتابه عوضاً عما هتكه من عرضه، فمهما صدق العبد بما ورد في الغيبة من الوعيد، لم ينطق بها⁣(⁣١) لسانه خوفاً من ذلك، وينفعه أن ينظر في نفسه، فإن لم يجد بها عيباً، فليشكر الله على ذلك، وإن وجد بها عيباً اشتغل بعيب نفسه، ويذكر [قوله ÷]⁣(⁣٢): «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس»⁣(⁣٣) فيقبح منه أن يترك نفسه ويذم غيره.


(١) في (أ): به.

(٢) ما بين المعقوفين زيادة من (ب).

(٣) هو جزء من حديث نبوي شريف، أخرجه الإمام الموفق بالله $ في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٢٥ برقم (٤٥٩)، باب الاشتغال بعيب النفس عن عيوب الناس بسنده عن أنس بن مالك، وهو أيضاً جزء من حديث أورده في مسند شمس الأخبار ٢/ ٩٩ الباب (١٢٦)، وعزاه إلى (الأربعين السيلقية) عن أنس بن مالك، (انظر تخريجه فيه)، وأورده في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٥/ ٤١٤، وعزاه إلى إتحاف السادة المتقين ٧/ ٤٣٨، ٤٦٥، ٥٤٨، وكنز العمال للمتقى الهندي برقم (٤٣٤٤٤)، والمغني عن =