[تطهير الباطن]
  كل خطيئة»، كما قال ÷ ومنه الفرح الملهي، والجبن بالقلب، والبخل بالمال، والسرف(١)، والإقتار، والجزع عند المصيبة، وما يتفرع من هذه الآفات.
  [واعلم أن القلب أشرف الأعضاء إذ به يحصل التفكر](٢).
  قال بعض الزهاد: أعظم هذه الآفات حب الدنيا كما في الخبر، وحبها ما بعدك عن مراد الله، أو عن الأفضل مما يريده من الطاعات، ودواء إخراجها من القلب بمعرفة آفاتها، ولم يرد التكليف بإزالة شهوتها من القلب، بل بالصبر عنها، حتى يرجع المشتهى مكروهاً، والوصول إلى ذلك بأمور ثلاثة: بالصبر على القيام بالواجبات واجتناب المقبحات، وعلى ما أتاك من الامتحان من الله تعالى، وعن(٣) الخلق، وبالزهد في الشهوات، ثم في الحلال، وبالمواظبة على الندم على كل قبيح لقبحه، وعلى كل إخلال بواجب لوجوبه، وعلى العزم على أن لا تعود إلى شيء من ذلك، وعلى اللجاء إلى الله والرجاء لكرمه، وعلى شكره في كل حال، وذكره بالقلب واللسان، قاصداً بكل ما فعلته أو تركته(٤) أنه لكل وجه حسن يريده الله
(١) هامش في (ب) لفظه قال ÷: «من السرف أن تأكل كلما اشتهيت». تمت.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من (ب)، وفيها هامش لفظه: والقلب أشرف موضع في الدنيا، لأنه محل معرفة الله، القلب بيت الرب لا يحب أن يشاركه في بيته حب الدنيا ولا غيرها. تمت.
(٣) في (ب): أو من الخلق.
(٤) أو تركته، زيادة من (ب).