إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

رابعا: قصيدة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي #، المسماة (استفتاح الفرج):

صفحة 54 - الجزء 1

  ويغوثُهم أهلُ البِغَايَةِ إِنهم ... قد زَوَّرُوا من إفكهِم أَخبارَا

  يُغرونَهم بقرابةٍ لِمُحَمَّدٍ ... حتى أخافوا صبيةً وكبَارَا

  لا يرتجونَ لِحَلِّ ما يَنْتَابُهم ... أحداً سوَاكَ أتوا إليك فِرَارَا

  وقفُوا ببابِكَ طالبينَ لنَفحَةٍ ... تُطفِي حَرَارَةَ مُحرَقٍ مِحرَارَا

  فبحق ذاتِكَ يا مغيثَ عُبيدِه الـ ... ـمُضطرِّ ممن قد أراد ضِرَارَا

  وبحقِّ حَقِّكَ يا رحيمُ برحمة ... رادَفتَهَا بِتَفَضُّلٍ مِدْرَارَا

  بجلالِكَ الأعلَى بما يختَصُّ مِن ... كَرَمٍ أَضَاءَ بَهاؤُهُ وأنَارَا

  وبِكُلِّ ما سمَّيتَ نفسَك طَيِّبَاً ... بعظميها أدعو خَفَىً وجِهَارَا

  بكتابِكَ الهادِي بمَا أظهرتَهُ ... من نُورهِ لِهدَايةٍ إظهَارَا

  وبحرمَةِ السبعِ المثانِي إِنَّهَا ... نُورٌ أضاءَ لنَا ولنْ يَتَوَارَا

  وبحرمةِ السورِ التي ضَمَّنتَهَا ... مما أَحارَ بَلَاغةً أفكارَا

  وبكُلِّ حرمةِ آيةٍ أنزلتَهَا ... أَدعُو بها الإعلانَ والإسرارَا

  بِمَلائِكٍ لا يفترونَ عِبَادَةً ... عَدُّوا طِوَالَ زَمانَ ذاكَ قِصَارَا

  وبجبرئيلَ أمينِ وحيِكَ والذِي ... أرسلتهُ لِيُدَمِّرَ الكُفَّارَا

  وبحق ميكائيلَ صاحبِ قِسمَةِ الـ ... ـأرزاقِ والمستغفِرِ استغفَارَا

  وبحقِّ إسرافيلَ ذي الوَجَلِ الَّذِي ... أقدرتَهُ من قوّةٍ إِقدَارَا

  وبقابضِ الأرواحِ عزرائيلَ مَن ... ألزمتَهُ لوفاتِها تَكرَارَا

  وبأنبيائِكِ كلِّهمْ أهلِ الوفا ... والجاعلي نصحَ العبادِ شعَارَا

  ببديعِ فطرَتِك الذي أكرمتَهُ ... بسجودِ من لا يَكسبُ الأوزارَا

  وبحقِّ إدريسَ الذي أوليتَه ... أسنى مكانٍ رفعةً ووقارَا

  وبنوحٍ الناجِي على ألواحِهِ ... لَمَّا رأى تَنُّورَهُم قد فَارَا