إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الأول: في فضل رجب على وجه الجملة

صفحة 7 - الجزء 1

الفصل الأول: في فضل رجب على وجه الجملة

  لا شك عند المسلمين في أفضيلة الأشهر الحرم، وأن لها مزية خاصة كما قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}⁣[التوبة: ٣٦]، ولا شك أن رجب من الأشهر الحرم، فلو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكانت كافية.

  فقد روى الشيخ الحسن بن محمد بن الحسن الخلال في كتاب فضائل رجب، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله التمار، ثنا نصر بن تيرويه بن خراشة الشيرازي، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الله بن النضر، عن أبيه، عن قيس بن عباد في قوله ø {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}⁣[التوبة: ٣٦] قال: هذه الأربعة أشهر الحرم كلها، في كل يوم عاشر منها أمر: أما المحرم فاليوم العاشر منه عاشوراء، وأما ذو الحجة فاليوم العاشر منه يوم النحر، وأما رجب فاليوم العاشر منه يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، ونسيت ما في ذي القعدة.

  وروى بسنده عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس: أن يهودياً أتاه فقال: يا ابن عباس إني أريد أن أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بتأويلها فأنت ابن عباس، قال: وما هي؟

  قال: عن رجب لم سمي رجباً؟ وعن شعبان لم سمي شعبان؟.

  قال: أما رجب فإنه يترجب فيه خير كثير لشعبان، وسمي أصم: لأن الملائكة تصم آذانها لشدة ارتفاع أصواتها بالتسبيح والتقديس.