الثالث: شرعية الصلاة والأذان:
  ولا في الآخرة، وذلك أن الله تعالى لو كان يجوز رؤيته لرآه أفضل الخلق وأحبهم لديه محمد ÷، فلما لم يحصل ذلك علمنا أن انتفاء الرؤية عن الله تعالى أمر ذاتي، وأن ذاته العلية لا تطرأ عليه عوارض الأجسام والأعراض، كما روي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ».
  وما روي عن عائشة أنها قالت: ثَلاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قال مسروق: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا ÷ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ.
  قَالَ مسروق: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ ø {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ٢٣}[التكوير]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣}[النجم]؟!. فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ÷، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطاً مِنَ السَّمَاءِ سَادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ.
  فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام]، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ٥١}[الشورى] إلى آخر الخبر».
الثالث: شرعية الصلاة والأذان:
  ومن القسم الثاني: الذي هو من تكاليف الأحكام، شرعية الصلاة والأذان، لأن المسلمين قد اختلفت أقوالهم في هذا لا سيما في أمر الأذان، فمنهم من