الثاني: تبيين أن الله تعالى لا يرى بالأبصار:
  «بشرني بها رسول الله ÷ وابناي الحسن والحسين منها وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال».
  وعن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله ÷: «لما أسري بي انتُهي بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه ذهب، يتلألأ؛ فأوحى إلي ربي وأمرني في علي بثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين».
  إلى قوله: وهو أمير المؤمنين لم أُسَمِّ بها مَن كان قبله وليست لأحد بعده، يا محمد علي راية الهدى إمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني».
  وعن ابن عمر، قال: سئل النبي ÷ بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب؛ فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؛ فقال: يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك، فاطَّلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك».
  فهذه الأخبار واضحة في إمامة علي #، ولأمرٍ ما بينه الله لنبيه قبل الهجرة في بدايات الدعوة، إعلاماً أن اعتقاد نبوة محمد ÷ لا يكون اعتقاداً صحيحاً تاماً كاملاً إلا باعتقاد إمامة علي #، ومحبة وولاية أهل البيت الطاهرين، وفي هذا كفاية لمن كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد.
الثاني: تبيين أن الله تعالى لا يرى بالأبصار:
  ومن ذلك أيضاً: تنبيه الله تعالى لعباده أنه لا يُرى، ولا تجوز رؤيته لا في الدنيا