إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أولا: صلاة الرغائب

صفحة 21 - الجزء 1

  شاهد إبراهيم صلى الشعبانية مائة ركعة بين العشاءين، وكانت الصلاة والتلاوة عليه سهلة يسيرة، وكان ذلك دأبه يصليها بين العشاءين في كل ليلة من الثلاثة الأشهر [أي شهر رجب، وشعبان، ورمضان]، حكى لي هذا أخوه حسن بن موسى.

  قلت له يوماً: أنَّى يتهيأ لك هذا الختم؟ وقد قال ÷ «من قرأه دون ثلاثة أيام لم يفقه» فجوَّب عليَّ بجوابين:

  أحدهما: أن الله سهَّل عليَّ ذلك، وأجد خفة في لساني في الصلاة والتلاوة ولا أجدها في سائر الكلام.

  والثاني: أني لو أتدبر كتاب ربي لما استطعت أن أمر بآية وعيد. انتهى المراد.

  فمن العبادات الواردة في هذا الشهر المبارك، ما يلي:

أولاً: صلاة الرغائب

  اعلم وفقني الله وإياك: أنه قد كثر كلام العلماء من المحدثين والفقهاء في هذه الصلاة، فبعض يصحح ما ورد فيها، وفريق يضعف ويقول ببدعيتها ووضعِ الخبر الوارد فيها، وعند البحث والتحقيق يجد المطلع أن من ضعفها لم يأت بطائل، ولم ينتهض تضعيفه بوجه فيه شيء من الدلائل، فالأولى فعلها من دون اعتقاد سنيتها، وإنما يفعلها تقرباً إلى الله، لأن الصلاة خير موضوع، كما ورد عن النبي ÷، وقد اعتاد العُبَّاد والصالحون هذه الصلاة.

  وللبحث في رجال أسانيدها، وبيان كلام العلماء فيها بحث آخر، سنورده إن شاء الله تعالى في كتاب (الصلوات المأثورة عند العترة).

  وهذه الصلاة تصلى ليلة أول جمعة في شهر رجب، ورد الفضل فيها بأن يصوم