أولا: إحياء أول ليلة من رجب وصيام يومها، وصيام اليوم الثاني والثالث:
  لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً عند الله، وقد كان أهل الجاهلية تعظمه في جاهليتها، فلما جاء الإسلام لم يزدد إلاَّ تعظيماً وفضلاً، ألا إن شهر رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، ألا فمن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر، وأطفأ صومُه في ذلك اليوم غضب الله تعالى، وأغلق عنه باب من أبواب النار، ولو أُعطي مثل الأرض ذهباً ما كان بأفضل من صومه، ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب، إذا أخلصه لله، وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، إن دعاء بشيءٍ في عاجل الدنيا أعطيه، وإلاَّ ادخر له من الخير أفضل ما دعا داعٍ من أولياء الله وأحبابه وأصفيائه»، وساق حديثاً طويلاً في فضل صيام كل يوم من أيام شهر رجب.
  والروايات في فضل صيامه كثيرة وغزيرة.
وأما القسم الثاني: وهو ما ورد في صيام أيام معينة منه:
  قد ورد في صيام أيام معينة منه فضل كبير، وأجر عظيم، ونذكر بعضاً منها:
أولاً: إحياء أول ليلة من رجب وصيام يومها، وصيام اليوم الثاني والثالث:
  روى الخلال بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه قال: قال رسول الله ÷ «من أحيا ليلة رجب وصام يومها، أطعمه الله من ثمار الجنة، وكساه من خضر الجنة، وسقاه من الرحيق المختوم، إلا من فعل ثلاثة: من قتل نفساً، أو سمع مستغيثاً يستغيث بليل أو نهار: يا غوثاه يا لَله، فلم يغثه، أو شكى إليه أخوه حاجة فلم يفرج عنه».